بواسطة: محمد عيد
تعريف شهر رمضان، شهر الصوم في الإسلام: اسمه وأصله، الصلاة، وتلاوة القرآن، فعاليات رمضان، والفوائد الطبية للصوم.
أصل التسمية
رمضان هو شعيرة إسلامية، تحدث خلال الشهر التاسع من التقويم الإسلامي، وهو الشهر الذي نزل فيه القرآن أول مرة، اسم "رمضان" مأخوذ من اسم هذا الشهر، وتُشتق الكلمة نفسها من كلمة عربية تعني الحرارة الشديدة والأرض المحروقة وضيق المعيشة، ويُعد من أكثر شهور السنة الإسلامية بركةً، ويختص هذا الشهر بالصلاة والصوم والصدقة ومحاسبة النفس.
تستمر الشعائر الدينية المرتبطة بشهر رمضان طوال الشهر، حيث تُحيي ليلة القدر -والتي تحل في الثلث الأخير- ذكرى نزول الآيات الأولى من القرآن وتُعتبر أقدس ليلة في السنة، وينتهي شهر رمضان بعيد الفطر الذي تُقام فيه الاحتفالات، وخلال الشهر التالي لشهر رمضان، والذي يسمى بشهر شوال، يُستحب أن يصوم المسلمون ستة أيام أخرى.
الصوم
الهدف من الصوم هو أن يكون عملًا تعبديًا خالصًا، حيث يسعى المسلمون إلى مرتبة عالية من القرب من الله -عز وجل-، يٌقال إن الصوم يعيد توجيه القلب بعيدًا عن المشاغل الدنيوية، والغرض منه هو تطهير النفس وتخليصها من الأذى، ويؤدي الصيام بشكل كامل إلى إحساس بالسلام والراحة والهدوء، كما يتيح للمسلمين فرصة التدرب على ضبط النفس، والتضحية والتعاطف مع من هم أقل منهم مالًا، بهدف جعل المسلمين أكثر كرمًا وإحسانًا. ويمكن للمسلمين تناول الطعام بعد غروب الشمس، وتُعفى النساء الحوامل وكبار السن والمرضى والأطفال الذين تقل أعمارهم عن ١٢ سنة من الصيام لأن نقص الغذاء قد يضر بصحتهم.
الصلاة وقراءة القرآن
إن شهر رمضان هو الوقت الذي يجب على المسلمين فيه التباطؤ في أمور الدنيا والتركيز على إصلاح الذات والتطهير الروحي والاستنارة بالقرآن، وإقامة صلة بين الله تعالى وأنفسهم من خلال الصلاة والدعاء والصدقة والعمل الصالح والعطف ومساعدة الآخرين، نظرًا لأنه عيد العطاء والمشاركة، يقوم المسلمون بإعداد الأطعمة الخاصة وشراء الهدايا لعائلاتهم وأصدقائهم ولإعطاء الفقراء والمحتاجين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفها، يمكن أن يشمل ذلك شراء ملابس وأحذية جديدة وغيرها من الأشياء اللازمة، وهناك أيضًا جانب اجتماعي مثل إعداد أطعمة خاصة ودعوة الناس لتناول وجبة الإفطار، كما تٌغلق الأسواق في المساء في العديد من البلدان الإسلامية وغير الإسلامية التي بها عدد كبير من المسلمين لتمكين الناس من أداء الصلاة وتناول وجبة الإفطار، ثم يتم إعادة فتح هذه الأسواق وتظل مفتوحة لفترة طويلة من الليل، ويُمكن رؤية المسلمين يتسوقون ويأكلون ويقضون الوقت مع أصدقائهم وعائلاتهم خلال ساعات المساء.
فعاليات شهر رمضان
"المصدر: اضغط هنا".
الفوائد الطبية لشهر رمضان
رمضان شهر تنظيم وتدريب ذاتي على أمل أن يستمر هذا التدريب إلى ما بعد رمضان، فإذا استمر المرء على ما تعلمه في رمضان، سواء أكان فيما يخص النظام الغذائي أو الاستقامة، فسيكون لذلك آثارًا طويلة الأمد، علاوة على ذلك، لا يخضع نوع الطعام الذي يتم تناوله خلال شهر رمضان إلى أي من المعايير الانتقائية للحميات القاسية مثل الحميات التي تحتوي على البروتين فقط أو الفاكهة فقط، بل كل ما هو مباح يتم تناوله بكميات معتدلة.
الفرق بين رمضان والصيام الكلي هو توقيت الأكل، فخلال شهر رمضان نفوت وجبة الغداء بشكل أساسي، ونتناول فطورًا مبكرًا، ولا نأكل حتى الغسق. الامتناع عن شرب الماء لمدة من ٨ إلى ١٠ ساعات ليس بالضرورة ضارًا بالصحة، بل يؤدي إلى تركيز جميع السوائل داخل الجسم، مما يؤدي إلى جفاف بسيط، فالجسم لديه آلية الاحتفاظ بالماء، ولقد ثبت أن الجفاف البسيط واحتفاظ الجسم بالماء على الأقل في حياة النبات، مما يزيد من متوسط العمر المتوقع، كما يشمل التأثير الفسيولوجي للصيام خفض نسبة السكر في الدم، وخفض الكوليسترول، وخفض ضغط الدم الانقباضي. في الواقع، سيكون صيام رمضان نصيحة مثالية لعلاج مرض السكري الخفيف إلى المتوسط والمستقر والسكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى السمنة وارتفاع ضغط الدم.
في المؤتمر الدولي الأول حول "الصحة ورمضان" الذي عُقد في الدار البيضاء عام 1944 دخلت ٥٠ دراسة مستفيضة حول الأخلاقيات الطبية فيما يخص الصيام، حيث لوحظ تحسن في العديد من الحالات الطبية، كما أن الصيام لم يؤد بأي حال من الأحوال إلى تدهور صحة أي مريض أو تدهور حالتهم الطبية الأساسية، من ناحية أخرى، يُعفى من الصيام المرضى المصابون بأمراض خطيرة سواء السكري من النوع الأول، أو أمراض الشرايين التاجية، أو حصوات الكلى، أو غير ذلك، ولا ينبغي السماح لهم بالصيام.
للصيام آثار نفسية أيضًا، إذ يحيط بصائمي رمضان الهدوء والسكينة، فتقل الأحقاد كثيرًا وينخفض معدل الجريمة، ويعمل المسلمون بوصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي قال: (فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم)، قد يرتبط هذا التحسن النفسي بزيادة استقرار مستوى الجلوكوز في الدم أثناء الصيام، حيث يؤدي نقص السكر في الدم بعد تناول الطعام إلى تغيرات سلوكية ملحوظة، كما أن للصلاة في الليل أثر إيجابي، فلا تساعد فقط على الاستخدام الأمثل للطعام، بل تساعد أيضًا على إنتاج الطاقة، حيث يستهلك ١٠ سعرات حرارية إضافية في كل ركعة، ننبه مرة أخرى أننا لا نصلي من أجل التمرين، لكن الحركة الخفيفة للمفاصل مع زيادة استهلاك السعرات الحرارية تعتبر أفضل أشكال التمرين، وبالمثل، فإن تلاوة القرآن لا يُنتج عنها طمأنينة القلب والعقل فحسب، بل تُحسِّن الذاكرة أيضًا. تُسمى إحدى الليالي الفردية في العشر الأواخر من رمضان بليلة القدر، حيث تتنزل الملائكة وتُرفع الصلاة والعبادة إلى الله ليُجزي بها، فالصوم عبادة خاصة بين الله والعباد فقط، إذ لا أحد يعلم على وجه اليقين ما إذا كان الشخص صائمًا بالفعل أم لا، لذلك قال الله -تعالى- في حديث قدسي أن "الصيام لي وأنا أجزي به"، وفي حديث آخر قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
ترجمة: محمد عيد محمدمراجعة: روفيدة محمد ابراهيمتدقيق لغوي: ريهام حمزة كمال